أصبحت وسائل التّواصل الاجتماعي جُزءًا لا يتجزّأ من حياتنا في هذا الوَقت، وعلى الرغم من أن غالبيّة النّاس يستخدمون وسائل التواصل الاجتماعي بكثرة، إلّا أن هناك نسبة صغيرة من المستخدمين أصبحوا مدمنين على مواقع التواصل الاجتماعي، وينخرطون في الاستخدام المفرط أو القهري، سنوضّح أدناه المقصود بإدمان التّواصل الاجتماعي والحُلول المُمكنة للتغلب على هذا الإدمان.
ما هو إدمان مواقع التواصل الاجتماعي؟
إدمان وسائل التواصل الاجتماعي (Social media addiction) هو إدمان سُلوكي يتميز بقلق مفرط بشأن وسائل التواصل الاجتماعي، بحيث يكون لدى الشّخص رغبة واندفاعيّة لا يمكن السيطرة عليها لتسجيل الدخول إلى وسائل التواصل الاجتماعي أو استخدامها، كما أنّه يُخصِّص الكثير من الوقت والجهد لوسائل التواصل الاجتماعي، وهذا الإدمان يُؤثّر في مجالات حياته الأخرى المُهمّة.[١]
أعراض إدمان مواقع التواصل الاجتماعي
تكون أعراض إدمان مواقع التّواصل الاجتماعي مثل أعراض أي اضطراب إدماني آخر، فمثلًا:[١][٢]
- تعديل الحالة المزاجية والشّعور بعواطِف ومشاعِر إيجابيّة أثناء تصفّح وسائل التواصل الاجتماعي.
- الانشغال السلوكي والمعرفي والعاطفي بوسائل التواصل الاجتماعي.
- الاستخدام المتزايد لوسائل التواصل الاجتماعي بمرور الوقت دون الشّعور بذلك.
- المعاناة من أعراض جسدية وعاطفية مزعجة عند تقييد استخدام وسائل التواصل الاجتماعي أو إيقافها.
- حُصول بعض المشاكل الشخصية التي تنشأ بسبب استخدام وسائل التواصل الاجتماعي.
- العَودة بسرعة إلى الاستخدام المفرط لوسائل التواصل الاجتماعي بعد فترة امتناع طويلة.
- قضاء الكثير من الوقت في التفكير في وسائل التواصل الاجتماعي أو التخطيط لاستخدام وسائل التواصل الاجتماعي.
- استخدام وسائل التواصل الاجتماعي لنسيان المشاكل الشخصية.
- كثرة المُحاولة للحد من استخدام وسائل التواصل الاجتماعي دون نجاح.
- الانزعاج والعصبية في حال عدم استخدام مواقع التّواصل الاجتماعي.
كيف يحصُل إدمان مواقع التواصل الاجتماعي؟
لوسائل التّواصل الاجتماعي تأثير كبير على الدّماغ والتّفكير والشّعور، والدّليل في ذلك أنه عند الدّخول إلى تطبيقات التّواصل الاجتماعي المُفضّلة والتي يكثُر استخدامها، ستزداد إشارات الدوبامين (ناقل عصبي يرتبِط بالشّعور بالمُتعة) في الدّماغ، وكُلما ازدادت إشارات الدّوبامين في الدّماغ بسبب تصفّح مواقع التّواصل الاجتماعي سيتأكّد الدّماغ من أنّ هذا النشاط مُجزٍ ومُمتِع يجب تكراره، ومع تلاشي الدوبامين الذي يمنح الشّعور بالسعادة، سيشعُر الشّخص أنّه بحاجة لإعادة تصفّح مواقع التواصل الاجتماعي للشعور مُجددًا بالمُتعة والسعادة.[٣]
من جهةٍ أخرى، تعمل الشركات التي تدير أنجح تطبيقات ومواقع التواصل الاجتماعي اليوم بجد على تحسين وزيادة عدد المُستخدمين، وزيادة مقدار وقتهم الذين يقضونه على مواقع وتطبيقات التّواصل الاجتماعي، وهذا الأمر سيزيد من فُرصة إدمان المُستخدِم لمواقع وتطبيقات التّواصل الاجتماعي، خاصةً إذا كان المُستخدم يمتلك بعض الظّروف والعوامل التي تزيد من فُرصة إصابته بإدمان مواقع التّواصل الاجتماعي، مثل التّوتر، وتدني احترام الذّات، والقلق الاجتماعي، والمشاكل الشخصية والعائلية المادية.[٢]
كيفيّة التّخلص من إدمان مواقع التواصل الاجتماعي؟
يُمكن التّخلص من إدمان التّواصل الاجتماعي باتّباع علاجات وتوصيات مُعينة، سنُوضّح ذلك أدناه:
العِلاج الطّبي
يتطلب علاج إدمان وسائل التواصل الاجتماعي قضاء وقت بعيدًا عن وسائل التواصل الاجتماعي -ووسائل الإعلام عبر الإنترنت بشكل عام- بالإضافة إلى التركيز على مساعدة المُصاب على التعامل مع تداعيات إدمانه، ومواجهة الأسباب المحتملة لسلوكه الإدماني، وتحديد الأساليب التي قد تساعده على تجاوُز هذا الإدمان، ومن خيارات العلاج المُتاحة لتسهيل ذلك:[٤]
- العلاج النّفسي الفَردي (العلاج بالكلام): قد تُساعِد جلسات العلاج النفسي للمُصاب مع أحد المتخصصين على تسهيل الانفصال عن السّلوك الإدماني وإدراك الضرر الذي يلحق بالمُصاب والآخرين.
- العلاج النّفسي الأسري: في بعض الأحيان، يُمكن أن تكون جلسات العلاج بالكلام مع المُصاب وذويه أو أسرته فعّالة في التّخلص من إدمان مواقع التّواصل الاجتماعي؛ إذ يمكن أن تساعد جلسة العلاج الجماعي بقية أفراد الأسرة على فهم ما يمر به المُصاب بشكل أفضل، وتحديد الطّرق المناسبة لمُساعدة المُصاب.
- علاجات أخرى: مثل تعليم المُصاب آليات التكيف بدون مواقع التّواصل الاجتماعي، والعلاجات البديلة مثل التأمل واليوجا والمزيد.
من الممكن أن يلجأ الطّبيب النّفسي لصَرف الأدوية في حالات إدمان مواقع التّواصل الاجتماعي، وذلك في حال كان المُصاب يُعاني من مشاكل نفسية أخرى، مثل القلق أو الاكتئاب وهي التي أدت غالباً إلى إدمان مواقع التواصل.
نصائح وتوصيات فعالة للحد من إدمان المواقع الاجتماعية
يُمكن للتّوصيات الآتية أن تُساعِد على التخلص من إدمان مواقع التّواصل الاجتماعي:[٢]
- إغلاق الهواتف والابتعاد عن أجهزة الكمبيوتر للتركيز على المحادثة والأنشطة وتعلم مهارات جديدة خلال ساعات العمَل أو الدّراسة أو التّواجد في الشركات والمُؤسسات أو الجامعات والمدارس.
- التّوقف عن استخدام الهاتف كمٌنبّه، وبدلًا من ذلك يُمكن تجربة ساعات المُنبّه المكتبية أو المُخصصة لغُرف النّوم، فذلك سيُساعِد على الابتعاد عن الجهاز المحمول قبل النوم.
- إيقاف تشغيل إشعارات مواقع التّواصل الاجتماعي على مدار اليوم، وذلك لتجنب لفت النّظر وكثرة الإمساك بالهاتف بسببها.
- مُراقبة مقدار الوقت الذي يُقضى على جهاز الكمبيوتر أو الهاتف.
- تجنّب استخدام الهاتف أثناء مشاهدة التلفزيون أو أثناء استخدام جهاز iPad أو الكمبيوتر.
- تجنّب إمساك الهاتف في المواقف الاجتماعية أو أثناء الحديث مع الآخرين.
المراجع
- ^ أ ب "Social Media Addiction", addictioncenter, Retrieved 13/2/2023. Edited.
- ^ أ ب ت "Are You Addicted to Social Media?"، leehealth، اطّلع عليه بتاريخ 13/2/2023. Edited.
- ↑ "What Is Social Media Addiction?", healthline, Retrieved 13/2/2023. Edited.
- ↑ "Social Media Addiction in Teens and Young Adults", paradigmtreatment, Retrieved 13/2/2023. Edited.
إذا كُنت تعتقد أنّك مُدمِن على مواقع التّواصل الاجتماعي اسأل أصدقاءك أو أحد أفراد أسرتك عن رأيهم في ذلك، وإذا كنت لا تزال غير متأكد، فحاول الابتعاد عن استخدام تطبيقات التّواصل الاجتماعي لبضعة أيام، وإذا كنت تشعر بعدم الراحة بسبب هذا الابتعاد، اعلم أنّك أصبحت مُدمنًا على مواقع التّواصل الاجتماعي.