إدمان شم الغراء: كل ما قد ترغب بمعرفته

ما هو إدمان شم الغراء؟

إدمان شم الغراء (Sniffing glue) أو تُعرف أيضاً بشم الشعلة، هي نوع جديد وخطر من الإدمان، يتمثّل بالرغبة الملحّة لشم الغراء للحصول على النشوة المؤقتة، يتزايد خطره مع الوقت ليُصبح الشخص مدمناً عليه دون الاهتمام إلى آثاره المدمّرة على صحته، وينتشر هذا الإدمان بين الأطفال والمراهقين لقلة ثمنه مقارنةً بالحبوب المخدّرة، وسهولة الحصول عليه في المواد الكيميائية المتداولة.^[١]

والغراء هو مادة كيميائية تنتمي إلى المذيبات العضوية المتطايرة، تتوفّر بعدة أشكال رخيصة ومتواجدة بكثرة حولنا، منها:^[٢]

• مزيل طلاء الأظافر.
• ملمّع الأحذية.
• بخاخ الشعر.
• الطلاء.
• غاز الطبخ.
• سائل القداحة.

انتشار إدمان شم الغراء بين الأطفال والمراهقين

تنتشر عادةً إدمان شم الغراء بين الأطفال والمراهقين في متوسط عمر 13 سنة تقريباً، وساهم في ذلك سهولة الحصول على المنتجات الكيماوية المحتوية على الغراء بنسب تركيز عالية، وبخس ثمنها، وبالتأكيد إهمال الوالدين لتربية الأطفال، وسوء المراقبة هو عامل أساسي في تداول مثل هذه العادة المميتة عند المراهقين.^[٣]

تأثيرات شم الغراء

يشعر الشخص بالنشوة بدايةً عند شم الغراء، لتنتقل هذه المادة الكيميائية بسرعة إلى الدماغ، وتسبب أعراض مثل:^[٤]

• دوخة.
• تلعثّم الكلام.
• صعوبة المشي وضعف الاتزان.
• هلوسات.
• نعاس.
• صداع.
• انخفاض ضغط الدم.
• دفئ عام في الجسم.
• ضيق النَفَس.
• التصرف بسلوكيات غير مناسبة.
• الشعور بالعظمة والقوة المفرطة.

مخاطر إدمان شم الغراء على الرئة والقلب والدماغ

إدمان شم الغراء قد يكون له آثار مدمّرة وحتى مميتة للصحة، وحتى وإن لم يشعر الشخص بأي خطر على صحته في البداية، إلا أن المادة الكيميائية تُسبب أضراراً دائمة داخل أعضاء الجسم، ومن المشاكل والمضاعفات التي قد يُسببها شم الغراء:^[٥][٦]

• الفشل التنفسي الحاد: عندما تُستنشق مادة الغراء السامة، فإن هناك احتمالاً كبيراً أنها قد تُسبب أضراراً على الجهاز التنفسي، خاصةً إذا رافقه شرب الكحول أو تعاطي المخدرات الأخرى، ويُسبب فشل التنفّس صعوبة الشخص في التنفّس بشكل طبيعي، وبالتالي نقص حاد في أكسجين الدم.
• تلف الدماغ: قد تُسبب المواد الكيميائية في الغراء تضرر الأنسجة الدهنية التي تحيط بأعصاب الدماغ والعمود الفقري، مما قد يؤدي إلى مضاعفات دماغية دائمة، ومشاكل عصبية.
• اضطراب ضربات القلب: يمكن أن يؤدي شم الغراء إلى خفقان القلب واضطراب النبض فيه، وهذه الحالة قد تكون تُسبب فيما بعد فشل القلب، ومضاعفات أخرى قاتلة.
• مضاعفات أخرى: منها أمراض الكلى والكبد، والنوبات التشنجية، والاختناق من التقيؤ، وزيادة خطر الإصابة بالحوادث.

انتبه لها: علامات مدمن شم الغراء

يجب الانتباه جيداً إلى العلامات التالية على الأطفال والمراهقين، والتي قد تدل على تعاطي أحد أشكال الغراء أو المذيبات العضوية الأخرى:^[٣]

• احمرار العين.
• تنفّس غير طبيعي.
• سيلان الأنف المستمر.
• طفح جلدي حول الأنف والفم.
• رائحة غراء في الغرفة أو الملابس.
• التصرف والسلوكيات المشبوهة.
• ضعف التركيز وفقدان التوازن.

علاج إدمان شم الغراء

يمكن علاج إدمان شم الغراء كباقي أنواع الإدمان الأخرى، خاصةً في المراحل المبكّرة، ويتضمن برنامجاً علاجياً شاملاً للأعراض الجسدية والنفسية التي يواجهها المتعاطي، ويتضمن:^[٦]

الفحص الجسدي

يخضع الشخص أولاً لمجموعة من الفحوصات للكشف عن التأثيرات الضارة التي أودى بها إدمان الغراء، كمشاكل الرئة، أو القلب، أو الدماغ، أو الكلى والكبد.

الاختبارات العصبية

وهو جزء هام من عملية العلاج، يتم من خلاله تحديد المضاعفات العصبية التي سببها إدمان شم الغراء على الدماغ والأعصاب.

العلاج النفسي

يركّز العلاج على وضع خطة شاملة للإقلاع عن الإدمان، وضمان عدم الانتكاس من جديد، وقد يتضمن العلاج أشكال وأنواع متعددة يحددها مركز علاج الإدمان حسب حالة المتعاطي وعمره، وتتضمن:^[٤]

• العلاج الفردي: أو العلاج السلوكي المعرفي، الذي يتعلّم المُصاب خلاله طرق للتعامل مع التوتر وضغط الأقران الذي يدفع إلى تعاطي شم الغراء، وأيضاً إيجاد طرق ناجحة في تجاوز الرغبة للإدمان من جديد.
• العلاج العائلي: كما ذكرنا فإن إهمال الوالدين سبب رئيسي لإدمان الأطفال على شم الغراء، لذلك يركّز هذه العلاج على إعادة توطيد العلاقات الأسرية والتواصل فيما بينها.
• برامج إعادة التأهيل: تركّز هذه البرامج على تعليم الطفل أو المراهق مهارات جديدة تملأ وقته بدلاً من التفكير في الإدمان، كما قد تتضمن أنشطة ممتعة تُساعد على تجاوز المحنة، وتساعد على بناء شخصية قوية جديدة، منها التسلّق، أو السباحة، أو التعرّف على صداقات جديدة.

الوقاية من إدمان شم الغراء

أفضل ما يمكن فعله لحماية الأطفال من عادة إدمان شم الغراء هو تعليمهم عن الآثار المدمرة لهذه العادة على صحتهم ومستقبلهم، والصراحة معهم وعمل حوارات جدية حول الأشكال المختلفة لهذه العادة، وكيفية مقاومتها من تأثير الأقران وأصحاب السوء، وبالطبع من المهم جداً أن تكون هناك مراقبة مستمرة على الطفل، والانتباه إلى أي علامات مُقلقة تظهر عليه.^[٥]