لتعاطي المخدرات آثار سلبية على عدة أعضاء من الجسم، وبشكل خاص على الرئة، وذلك لسببين، الأول تأثير المركبات السامة في المخدرات على أنسجة الرئة، والثاني هو انتشار تعاطي المخدرات عن طريق التدخين أو الاستنشاق، مما يدّمر الرئة مباشرةً ويؤثر في وظيفتها، لنلقي نظرة مفصّلة أكثر على تأثير المخدرات على الجهاز التنفسي.[١]


تأثير المخدرات على الجهاز التنفسي

مدمنو المخدرات هم أكثر عُرضة من غيرهم للإصابة بأمراض والتهابات الجهاز التنفسي، كما أنها تفاقم الأمراض التنفسية الموجودة أيضاً، كالربو على سبيل المثال، فتزداد عدد مرات حدوث النوبات وحدتها عند المتعاطي، ويصعب السيطرة عليها ما لم يتخذ قراراً حاسماً بالإقلاع لتنظيف الجسم والرئتين من تأثير سموم المخدرات.[٢]


ويعتمد تأثير المخدرات على الجهاز التنفسي حسب نوعها، ومدة وطريقة تعاطيها، وفيما يلي أهم الأضرار التي تلحقها:[٢][٣]

  • كثرة التعرّض لالتهابات الجهاز التنفسي، مثل الالتهاب الرئوي؛ وذلك لأن المخدرات تضعف عمل الجهاز المناعي، فتقل كفاءته في مواجهة الميكروبات.
  • زيادة فرص الإصابة بالانسداد الرئوي المزمن (COPD) الذي يتمثّل بالتهاب مزمن في الشعب الهوائية، وانتفاخ في أنسجة الرئة، ويحدث هذا بشكل خاص عند تدخين أو استنشاق المخدرات، كالماريجوانا أو الحشيش، أو الكوكايين، ومن أبرز أعراض الانسداد الرئوي المزمن هي صعوبة التنفس، مع الكحة المزمنة التي تكون مصحوبة مع بلغم.
  • تثبّط بعض المخدرات من عمل الجهاز التنفسي مثل المورفين والهيروين، مما يبطئ من وتيرة التنفّس عند المتعاطي، ويقلل من تدفق الهواء والأكسجين في الرئة، وهذا يكون خطراً بشكل خاص على مُصابي الربو، فتزداد الحالة سوءاً.


نقص التهوية وتعاطي المخدرات

نقص التهوية أو ما يعرف بالاكتئاب التنفسي (Respiratory depression) يحدث عندما تثبّط بعض المخدرات من عمل الجهاز التنفسي، فيصبح التنفس بطيئاً، ويقل تدفق الأكسجين إلى الرئتين.[٤]


تزداد فرص الإصابة بهذه الحالة عند تعاطي المورفين والهيروين، خاصةً مع الجرعات الزائدة، أو عند دمجها مع أنواع أخرى من المخدرات.[٤]


يعد نقص التهوية حالة طارئة ومهددة للحياة إذا لم يتم التعامل معها بسرعة، فقد تسبب توقف التنفس الذي يمنع وصول الأكسجين إلى الأعضاء الهامة من الجسم كالدماغ، فيدخل المُصاب بغيبوبة دائمة، أو الوفاة.[٤]



إذا ظهرت هذه الأعراض عليك أو على أحد أحبائك، فالجأ إلى الطوارئ على الفور:

  • صوت غير طبيعي عند التنفس، كالصفير أو خرخشة.
  • تحول لون الجلد إلى الأزرق أو الرمادي، خاصةً حول الشفتين.
  • توقف التنفّس فجأة ثم عودته مرة أخرى.
  • تسارع نبضات القلب.
  • إرهاق وخمول عند عمل أبسط المهام.
  • تشوّش التفكير وعدم القدرة على فهم كلام الآخرين.
  • دوخة مع صداع.



كيف تحمي نفسك؟

الحل ببساطة لتحمي نفسك من آثار المخدرات على جهازك التنفسي هو أن تتخذ قراراً حاسماً بالإقلاع عن التعاطي، وأن تستعين بمراكز التأهيل التي تُساعدك على تخطّي الإدمان بأخف الطرق، ولن تُلاحظ فقط تحسّن في الجهاز التنفسي، بل في كل أعضاء الجسم، وحتى في صحتك النفسية، وتذكّر دائماً أنه لم يفت الأوان حتى وإن كنت تتعاطى لسنوات، والمفتاح بيدك لتنقذ حياتك.[٥]


وحتى إن أثّرت المخدرات بأضرار دائمة على رئتيك، فهناك العديد من الوسائل الطبية التي تعالجها، كالأدوية، وتمارين التنفس التي تزيد من كفاءة عمل الرئتين، بالإضافة إلى الأجهزة التنفسية المساعدة على تحسين تدفق الهواء من وإلى الرئة.[٥]


المراجع

  1. "Drug Abuse and Your Lungs", destinationhope, Retrieved 27/6/2022. Edited.
  2. ^ أ ب "How Do Drugs And Alcohol Affect The Respiratory System?", evolveindy, Retrieved 27/6/2022. Edited.
  3. "Substance-Related Respiratory Conditions", sunrisehouse, Retrieved 27/6/2022. Edited.
  4. ^ أ ب ت "What Drugs Cause Respiratory Depression?", banyantreatmentcenter, Retrieved 27/6/2022. Edited.
  5. ^ أ ب "What Drugs Can Cause Breathing Problems?", americanaddictioncenters, Retrieved 27/6/2022. Edited.