كيف تعالج مدمن الحبوب

يُعرَّف الإدمان (Addiction) بأنّه عدم القدرة النفسيّة والجسديّة على التوقف عن استهلاك مادّة معيّنة،^[١]وهو حالةٌ مزمنة؛ يستغرق علاجها وقتًا طويلاً، وغالبًا ما يتطلّب مساعدة أفراد العائلة والمجتمع المحيطين بالمُدمِن، للتوقف عن الإدمان وانخراطه في المجتمع ليكون فردًا مُنتجًا من جديد، وكغيره من الحالات المزمنة فقد يساعد العلاج المبكّر على زيادة احتمالية الشفاء،^[٢][٣] فكيف يمكن علاج مدمن الحبوب؟

علاج إدمان الحبوب

يحتاج الشخص المدمن على الحبوب أو المخدّرات إلى الخضوع لرعايةٍ صحيَّة طويلة، إذ تتوفر العديد من الوسائل المساعدة على ذلك،^[٤] وفيما يأتي أهم الخيارات العلاجية المتوافرة:

إزالة السُميّة

تعدّ إزالة السُمية (Detoxification) الخيار العلاجي الأول لمعظم حالات إدمان الحبوب، وتهدف إلى تنظيف الجسم من المادة المخدرّة بطريقةٍ آمنة وسريعة، ويتمّ ذلك بتقديم الطبيب الرعاية اللازمة وإعطاء الأدوية والعلاجات، إذ إنّ التوقف المُفاجِئ عن استخدام أحد أنواع الحبوب كالمسكّنات، أو المنشطات، أو المواد الأفيونية سيتجلّى بظهور مجموعةٍ من الآثار الجانبية المعروفة باسم الأعراض الانسحابية، ويتمثّل علاج إزالة السمية بالخفض التدريجي لجرعة الحبوب المُستخدمَة، أو استبدالها بنوعٍ آخر أكثر أمانًا لفترةٍ مؤقتة وضمن رقابة الطبيب، مثل الميثادون (Methadone)، والبوبرينورفين (Buprenorphine)، أو مزيج من البوبرينورفين والنالوكسون (Naloxone).^[٥]

العلاج السلوكي

يعدّ العلاج السّلوكي (Behavior Therapy) جزءًا من برنامج علاج تعاطي الحبوب، إذ يساعد على تحديد أساس مشكلة الإدمان والمُسبب لها، وعادةً ما يتم إجراؤه من مختصٍّ نفسي، وقد يكون هذا النوع من العلاج فرديًا أو جماعيًا ليتضمّن ما يلي:^[٦]

• إيجاد الحلول المُناسبة وتطوير طرق التّعامل مع الرّغبة المُلّحة لتعاطي الحبوب.
• تقديم النّصائح لتجنّب العودة إلى تعاطي المادة المخدرّة بعد انتهاء العلاج.
• تقديم النّصائح للوقاية من الانتكاس، وطرق التعامل معه في حال حدوثه.
• محاولة حلّ المشاكل المتعلّقة بالعمل أو العائلة وإصلاح العلاقات المتضررة بسبب الإدمان.
• تطوير قدرة الفرد على التّواصل مع الآخرين.
• معالجة اضطرابات الصّحة العقلية والنّفسية الأخرى إن وُجِدت.

العلاج الدوائي

تلعب الأدوية العلاجية دورًا مهمًا في تقليل رغبة الفرد الشّديدة تجاه المادة المخدرّة، وتحسين الحالة المزاجية، كما قد يصف الطبيب الأدوية لتخفيف حدّة الأعراض الانسحابية، إذ يتم تحديد العلاج تِبعًا لحالة المُدمِن ونوع الحبوب التي يستخدمها، ولأنه لا يمكن الاكتفاء بالأدوية فقط خلال البرنامج العلاجي للإدمان، سيكون من الضّروري الدمج بين أنواع العلاج المختلفة.^[٧]

مجموعات الدعم

تهدف مجموعات الدّعم إلى توجيه الأفراد المدمنين على التعامل مع مشكلة الإدمان بشكلٍ صحيح، كما توفّر التشجيع المستمرّ والرعاية لمقاومة الإدمان، مما يساهم بصورةٍ كبيرة على الوقاية من الانتكاس والعودة إلى استخدام الحبوب.^[٥]

المتابعة المستمرة

تعتبر المتابعة المستمرة للشخص بعد انتهاء العلاج واتباع نمط حياة صحي أحد العناصر المهمة التي تقي من الانتكاس والعودة للإدمان، وفيما يأتي بعض النصائح والممارسات التي قد تُساعدك على تخطيّ مشكلة الإدمان:^[٨][٩]

• راجع الطبيب المُعالج بانتظام؛ خصوصًا في حال الشّعور بضعف قدرة السّيطرة على النفس والاندفاعات.
• تجنَّب المواقف المحفّزة لاستخدام الحبوب، مثل: العودة إلى المنطقة التي يتم فيها بيع أو استخدام الحبوب، أو التواصل مع أحد الأشخاص المُساهمين في الإدمان.
• احرص على انتقاء الأصدقاء المناسبين.
• مارس التّمارين الرياضية واتبع نظامًا غذائيًا صحي.
• حاول التقليل من التوتر والإجهاد، واحصل على القدر الكافي من النوم.
• قم بتربية حيوانٍ أليف، إذ تساعد تربية الحيوانات الأليفة على تعزيز الشّعور بالمسؤولية.
• انخرط في المجتمع لتطوير مهارات التّواصل الاجتماعي، وذلك من خلال الانضمام إلى النّوادي المحلية، أو الحملات الاجتماعية.

أماكن تلقيّ علاج إدمان الحبوب

يمكن علاج الإدمان في المستشفى للمرضى الداخليين، أو في مراكز إعادة التأهيل لمدة قد تتراوح بين 6- 12 شهرًا، كما يمكن تقديم العلاج خارج المستشفى ضمن مجموعاتٍ علاجية تلتقي بشكلٍ أسبوعي، حيث يتم تحديد أماكن تلقّي العلاج بناءً على احتياجات الفرد ومستوى الرّعاية التي تتطلّبها الحالة.^[١٠][٥]

طرق الوقاية من إدمان الحبوب

تتضمن الإرشادات التي يمكن اتباعها للوقاية من الإدمان والحدّ منه ما يلي:^[١١]

• تعلّم كيفية التعامل مع ضغوطات الحياة.
• تعزيز العلاقة مع الأسرة؛ إذ تشير الأبحاث إلى أن الأشخاص الذين تربطهم علاقة وثيقة مع عائلاتهم هم أقلّ عرضةً لخطر الإدمان.
• تجنّب الاستسلام لضغط الأقران حول استخدام إحدى المواد التي قد تؤدي إلى الإدمان.
• اتبّع أسلوب حياة صحية.

الآثار الجانبية لإدمان الحبوب

تؤثر الحبوب المُخدِّرة في جميع أعضاء الجسم تقريبًا، ويعتمد مقدار الضّرر التي تلحقه بالجسم على النوع المُستخدَم والكمية المستهلكة ومدة الإدمان، ومن الأمثلة على هذه الأضرار ما يأتي:^[١٢]

• ضعف الجهاز المناعي؛ مما يزيد خطر الإصابة ببعض الأمراض والعدوى.
• حدوث مشاكل في القلب؛ مثل: اضطراب نبضات القلب، أو التعرّض لنوبةٍ قلبيّة، وتلف الأوردة، والتهاب الأوعية الدموية النّاتج عن حقن المخدرات.
• الإصابة بالغثيان وآلام البطن، مما قد يؤدي إلى فقدان الشهية وفقدان الوزن.
• المعاناة من التشنُّجات والاضطرابات العقلية وتضرّر الدماغ.
• زيادة الضغط على الكبد، مما قد يزيد خطر الإصابة بتضرر الكبد أو فشل الكبد.
• أمراض الرئتين.
• القيام بتصرُّفات عدوانية.
• الهلوسة.
• الاندفاع وفقدان التحكم بالذّات.

دواعي مراجعة الطبيب

تجدر الإشارة إلى ضرورة اللجوء للمساعدة الطبية الطارئة في حال ملاحظة أيّ من الأعراض التالية على أحد الأشخاص المدمنين:^[٥]

• ملاحظة استخدام الشخص لجرعة زائدة من الحبوب.
• التعرّض لنوبات عصبية أو تشنُّجات.
• حدوث اضطرابات في الوعي أو الإدراك.
• صعوبة التنفس.
• ظهور الأعراض التي قد تدلّ على تعرُّض الفرد لنوبة قلبية مثل الشعور بألم في الصدر.

هل يمكن العودة لإدمان الحبوب؟

نعم. يمكن العودة إلى استخدام الحبوب بعد العلاج حتى ولو بعد سنوات، لكن يعتمد هذا الأمر على عزيمة الشخص في تغيير أسلوب حياته والتخلّص من الإدمان.^[١٠]

هل يمكن أن يؤدي إدمان الحبوب إلى الوفاة؟

نعم. يمكن أن يؤدي استخدام الحبوب إلى الوفاة عند تركه دون علاج، فالموت نتيجة حتميّة لاستهلاك الجرعات الزائدة، إذ يبدأ الجسم بعد مدّة بالاعتياد على المادة المخدرة، وقد تصبح الجرعة المعتادة غير كافية لمنح شعور النّشوة مما يستدعي تعاطي كميات أكبر، أو من الممكن أن يتعرّض الفرد للأذى عند غياب الوعي تحت تأثير الحبوب.^[١٠]