متى يفكر المدمن بالانتحار

على الرغم من عدم وجود إحصائيات دقيقة تتعلق بعدد حالات الانتحار المرتبطة بالإدمان، إلا أن عدة دراسات أثبتت وجود علاقة وثيقة بين الإدمان ومحاولة المُدمن على الانتحار، خاصّةً بين مدمني الكوكايين والمواد الأفيونية مثل الهيروين،^[١] ولكن ما هي المرحلة التي قد يفكر فيها المدمن في الانتحار؟ وكيف يمكن التعامل معه؟

متى يفكر المدمن بالانتحار؟

يغلب التفكير في الانتحار على الشخص المُدمن في حالات متعددة، منها ما يلي:^[٢][٣]

• فقدان الأمل في التعافي: وذلك بسبب المعركة التي يخوضها المدمن للتعافي من الإدمان، بالإضافة إلى المشاكل الأخرى المتمثلة بمشاكله المالية، وخسرانه لوظيفته، وتدهور صحته، كل هذا يتراكم ليشكل عقبة في وجه أمل المدمن في التعافي.
• الشعور بالتعاسة: والتي تبدأ بمشاعر الضيق والحزن، لتتراكم حتى يصبح المدمن تحت وطأة الاكتئاب الكامل، وكما هو معروف أن الناس تلجأ للمخدرات لتخدير المشاعر والذكريات المؤلمة، إلا أنها تؤدي إلى دوامة غير صحية من التجنب، وزيادة الحزن، واكتئاب أعمق.
• مشاعر الندم: يقود الإدمان الشخص إلى اتخاذ قرارات سيئة، والتي غالبًا ما تترك خلفها مشاعر الذنب والعار، وفي حال حدوث انتكاسة تزداد مشاعر الفشل والندم، ومع ثقل هذه المشاعر على قلوبهم، يشعرون بأنهم لا يستحقون العيش، فيقررون إنهاء حياتهم.
• الشعور بالهزيمة وجلد الذات: غالبًا ما يؤدي نقد الذات إلى شعور المدمن بالهزيمة، وبأنه لن ينتصر على الإدمان أبداً، فتتسلل الأفكار الانتحارية إلى داخله، مشكّلة بداية الانحدار نحو الانتحار.
• الوحدة والانعزال: يسبب الإدمان العزلة بسبب التركيز على كيفية الحصول على المادة المخدرة، بالإضافة إلى شعورهم الغامر بأن لا أحد يفهمهم، وإحساسهم بالعار الذي يمنعهم من الانفتاح على الآخرين، ويُصعب التواصل معهم، ويمكن لهذه الوحدة أن تُصبح شديدة، لدرجة تجعل الانتحار يبدو المهرب الوحيد.

عوامل خطر تُساهم في تفكير المُدمن بالانتحار

هناك العديد من عوامل الخطر المشتركة بين تعاطي المخدرات والانتحار، ومن الضروري إدراك أنه لا يوجد عامل خطر واحد هو السبب وراء الانتحار أو تعاطي المخدرات، بل هي مزيج من العوامل المتعددة، وهذه العوامل تتمثل بما يلي:^[٤]

• المشاكل النفسية التي يعاني منها المدمن، مثل:
• الاكتئاب
• القلق.
• العنف والسلوك العدواني.
• العوامل البيئية المحيطة بمريض الإدمان، مثل:
• سهولة الوصول إلى المواد المخدرة والأسلحة التي تُمكّن المريض من الانتحار.
• الشعور بالتوتر لفترات طويلة.
• الوقوع في المشاكل المالية.
• الدخول في علاقات صداقة تربط المدمن مع متعاطي المخدرات، ومن يشجعونه على الأفكار الانتحارية.
• التاريخ الطبي والعائلي لمريض الإدمان، مثل:
• وجود تاريخ سابق للتعاطي، أو محاولة الانتحار.
• وجود تاريخ عائلي للتعاطي، أو الانتحار.
• وجود طفولة مليئة بسوء المعاملة، أو الذكريات الأليمة.

علامات التفكير في الانتحار

تختلف العلامات التحذيرية التي يظهرها الشخص الذي يُفكر في الانتحار عن غيره، فالبعض يُظهر العديد من علامات التحذير المُتعارف عليها، والبعض الآخر لا يظهر علانية أي علامات تحذير، والكثير ممن تظهر عليهم علامات التحذير لا يحاولون الانتحار أبدًا، ومن النادر جدًا أن يظهر على أي شخص جميع العلامات التحذيرية، ومن هذه العلامات ما يلي:^[٥]

• التعبير عن الرغبة في الموت سواء بشكل مباشر أو عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
• التعبير عن الشعور بالضيق.
• تعاطي المخدرات والكحول.
• التصرف بغضب أو قلق أو تهور.
• العزلة عن الأهل والأصدقاء.
• التخلي عن الهوايات أو مصادر المتعة الأخرى.
• الأرق.
• انخفاض مفاجئ في العمل، أو الأداء الأكاديمي.

كيف تحمي المدمن من التفكير بالانتحار؟

على الأهل ومقدمي الرعاية الصحية تعزيز وجود عدد من العوامل في حياة مدمن المُخدرات لإبعاد التفكير في الانتحار عنه، ومُساعدته على تخطي هذه المرحلة، والانتصار على الإدمان، وهي كما يلي:^[٦]

• وجود علاقة وثيقة بين مريض الإدمان ومقدم الرعاية الطبية.
• تلقي علاج فعال من الإدمان والاضطرابات النفسية.
• تعزيز وجود النظرة المتفائلة والإيجابية للحياة.
• تزويده بمهارات التأقلم وحل المشكلات.
• إدراك وجود أسباب واضحة للعيش.
• توطيد المعتقدات الثقافية والدينية التي لا تشجع على الانتحار.
• المشاركة في الأنشطة المجتمعية.
• الحفاظ على روابط أسرية قوية وتعزيز المهارات الاجتماعية.
• إيجاد عمل لمريض الإدمان.