تأثير المخدرات على الجهاز العصبي

ينظم الجهاز العصبي العديد من العمليات الحيوية في الجسم مثل ضغط الدم، وسرعة دقات القلب، وعملية التنفس، ودرجة حرارة الجسم، وعند تعاطي المخدرات فإن الجهاز العصبي يتأثر ما يؤدي إلى حدوث اضطراب في جميع هذه العمليات الحيوية، لكن ما هو تأثير المخدرات على الجهاز العصبي؟

تأثير المخدرات على الجهاز العصبي

كلما زاد تعاطي المخدرات كلما زاد تأثيرها على الدماغ والجهاز العصبي، حيث تسبب المخدرات خلل في نقل وإيصال المعلومات العصبية في الجهاز العصبي كما تؤثر على تركيز ومستويات النواقل العصبية والمواد الكيميائية فيه، ويكون تأثير المخدرات إما بتثبيط الجهاز وإبطاء العمليات فيه أو تحفيزه وتسريع عملياته، الأمر الذي يسبب ظهور التأثيرات العصبية المختلفة، وتمتلك المخدرات مستقبلات في الدماغ، موزعة في 3 مناطق وهي؛ جذع الدماغ، والجهاز الجوفي، والقشرة المخية، ومع استمرار تعاطي المخدرات سيحدث اضطراب في هذه الأجزاء من الدماغ وبالتالي خلل في بعض الوظائف، وفيما يلي توضيح لأبرز تأثيرات المخدرات على الجهاز العصبي:^[١][٢]

• صعوبة في القيام بوظائف التفكير والتخطيط واتخاذ القرارات وحل المشكلات، والمسؤول عن هذه الوظائف هي القشرة المخية.
• عدم القدرة على فهم الأمور وتفسير المعلومات التي تصل للدماغ من الحواس الخمسة، وأيضاً القشرة المخية هي المسؤولة عن هذه الوظائف.
• اضطراب في المشاعر والإحساس بالسعادة العارمة والمؤقتة، ويتحكم بها الجهاز الجوفي، إذ يشعر الشخص بالنشوة نتيجة تحفيز هذه المناطق.
• التأثير على الوظائف الحيوية الضرورية للبقاء على قيد الحياة، ويتحكم بها جذع الدماغ، وتشمل التنفس وسرعة دقات القلب، والنوم والهضم وغيرها.
• تغير مفهوم المكافأة في الجهاز العصبي، فتناول المخدرات يحفز الجزء في الدماغ المسؤول عن الشعور بالمكافأة، وبالتالي يرغب الشخص بتناول المخدر مرة أخرى ليحقق نفس الشعور ولأن الدماغ شعر بأن تعاطي المخدر أمر جيد يستحق المكافأة، وهكذا يصبح الشخص مدمن على المخدرات، ومع مرور الوقت يحتاج الدماغ لزيادة الجرعة للحصول على نفس التأثير.

كيف يؤثر تعاطي المخدرات على النواقل العصبية؟

يسبب تعاطي المخدرات اضطراب في تراكيز بعض النواقل العصبية في الدماغ من خلال تحفيز زيادة إنتاجها أو تقليل تحطمها، وفيما يلي توضيح للنواقل العصبية التي يرتفع تركيزها في الجهاز العصبي عند تعاطي المخدرات:^[٣][٤]

الدوبامين

هو الناقل العصبي المسؤول عن تنظيم المزاج وتحقيق الشعور بالسعادة، كما له دور في حركة الجسم والعضلات وهو المسؤول عن نظام المكافأة في الجسم، لذ فإن المواد التي تزيد تراكيزه في الدماغ تصيب الشخص بالإدمان عليها، ومعظم المخدرات تؤثر على تراكيز الدوبامين في الجهاز العصبي، ومن أشهر هذه المخدرات:

• ماريجوانا.
• هيروين ومورفين.
• مخدر إكستاسي.
• مخدر فينسيكليدين PCP.

السيروتونين

وهو المسؤول عن المشاعر والسعادة، ومن المخدرات التي تزيد مستوياته مخدر إكستاسي، والمخدرات التي تسبب الهلوسة.

جابا (GABA)

ويعمل كمهدئ للأعصاب حيث يقلل التوتر والقلق، كما يبطئ من العمليات الحيوية في الجهاز العصبي، والمخدرات التي تزيد تراكيز الجابا هي البنزوديازيبين.

النورإيبينيفرين

وهو هرمون مشابه للأدرينالين ويسمى أحياناً بهرمون التوتر، حيث يزيد من سرعة العمليات التي تجري في الجهاز العصبي، ويجعل الشخص وكأنه في موقف خطير يتطلب الكر أو الفر، كما يزيد الهرمون من طاقة الشخص، ويعتبر هو المسؤول عن عمليات التركيز والانتباه، وتتأثر مستويات النورإيبينيفرين في الدماغ نتيجة تناول مخدرات الهروين والمورفين ومخدر الإكستاسي.

هل يمكن الشفاء من تأثير المخدرات على الدماغ؟

التعرض للمخدرات لفترات طويلة يمكن أن يسبب تغيرات غير قابلة للشفاء في الجهاز العصبي، لكن في معظم الحالات يمكن التعافي تماما من تأثير المخدرات بعد فترة من الإقلاع عنها، لكن الأمر يمكن أن يستغرق مدة من الزمن تصل إلى 18 شهر تقريباً.^[٢]